شهر أكتوبر - Holed

(مثقوبة) - للكاتبة / Holed

1
حدث وجرحتُ اصبعي في الصغر
-كما يفعل معظم الصغار-
ومن يومها .. وأنا مثقـوبة
تسقط مني السعادة سريعاً ..
أسرع من الوقت الذي أحتاجه
كي أضحك !

3
أنا الفاصلة التي ضلـّت الطريق إلى السطر
البقعة التي سقطتْ سهواً من الحبر
الخط الذي تختبر به صلاحية القلم
أرى البياض حولي،
فأظنه ضوءً مركزاً عليّ ..
وأنا في الحقيقة ..
في الهامش .

4
الفتاة التي تنظر إليها لا تراك !
الضحكة التي توقظك من نومك ليست حصاد السعادة !
الحكاية التي تأتيك ناقصة لم تُروى في الوقت المناسب !
العمارة التي تراها أمامك شامخة ..
في قلبها شرخ
يكاد أن يسقطها .


5
تحزنني رائحة الوحدة في غرفتي، مكتومة ولا تدخلها ابتسامة الصباح. أشيائي التي تقف كعسكري لندني بعيدةٌ عن بعضها البعض ببُعدٍ محدد ويحرم عليها الهمس والكلام ، كتبي التي تقف مطأطئة الرأس ، بابي الذي لم تطرقه يد صديق منذ سنوات ، وأنا المكوّمة بخوفٍ على سريري الأبيض طوال اليوم .

وحيدة ككوبِ ماءٍ نسيته ربة المنزل أسفل صنبور الألم
ولم يجد صديقاً ينجده قبل أن يفيض .

وحيدة كسلعةٍ هتك غلافها طفلٌ صغير
ولا زالت تنتظر أن يُعجب بها أحد .

وحيدة كحقيبة سقطت من طائرة في صحراء
ولا سبيل لأن يعرف مكانها أحد .

10
أحاول أن أسامح الجينات التي أورثتني عـُقـَد أمي
وعيوب أبي ..
أحاول أن أسامح الشر لأنه اختار أختي وسيطاً للإضرار بي .

أحاول أن أسامح الحياة التي وضعتنا في قفصٍ كبير، مزدحم وخانق .
أحاول أن أسامح ذكرياتي السعيدة التي ضاعت وسط الزحام .
أحاول أن أسامح القدر عندما خيّب ظني .
أحاول أن أسامح الضحكة التي لا تحنّ ولا تراني .
أحاول أن أسامح الجُرح بحجـّة إكرام الضيف .
.
.
.
في الحقيقة ..
عليّ أن أسامح نفسي أولاً .

ليست هناك تعليقات: