شهر مارس - iChoR .

( السيد : نادال ) / الكاتب : iChoR
2
لعل حذاء السيد نادال كان ضيقاً حين شعر بالأرض تنحسر أمامه، وهو يقف مستنداً على قدمٍ واحدة، تاركاً فجوة بين سبابته ووسطاه تكفي لحشر سيجارة، وينفث هواءً ساخن، يتحول إلى ضباب لحظة تلامسه مع هواء الشتاء الشمالي. وقف يحصي ندف الثلج الذي يسقط بهدوء، وهو يقول: هذا هدوء الثلج الذي قرأته في عيني باموق، وهذا هو الضيق الذي يسببه لي حذائي.
4
ظل السيد نادال طوال ليلة الأربعاء يردد .. جئتُ من كل مكان، جئتُ مع عرق عاملي مصانع الأسمنت المنتشرة على طول خطوط الإسفلت الصفراء المتشعبة من كل المدن القريبة، ولما كانت الطرق أكثر وعورة جئت مع عرق المتسللين عبر الحدود الدولية، ثم عبرت الجبال الشاحبة، جئت متغافلاً سيارات دائرة الهجرة وأفراد الشرطة، جئتُ مرة أخرى بعد أعادتني السُلطات وأنا على هيئة قطرة عرق عفنة في جبين رجل عفن إلى الوطن الأسود، ثم عدتُُ مع عرق المتسللين الجدد، ثم قطرة عرق أخرى عبر حدود أخرى، ثم جبال أكثر شحوباً، ورجال هجرة أكثر صرامة، وجنوداً أكثر نتانة، حتى صرت قطرة عرق كبيرة في صورة رجل ذو رقبة مكتنزة وعينين جاحظتان ومشية متسارعة.

ليست هناك تعليقات: