شهر يونيو - محمد مجدي .

(أغنية للكلاب و الغُرْبة) - للشاعر / محمد مجدي(هرمس)
"قالوا علينا ديابة
و احنا ي ناس غلابة
يا مغنواتي غنّي
حكايتْنا ع الرّبابة"
-موال مصري-
.
.
"أغني للكلاب المشئومة ، أكانت تلكَ التي تهيم على وجوهها ، وحيدةً، في الممرات المتعرجة في المدن الكبرى ، أم تلك التي قالت للإنسان المخذول ، بعيونٍ مومئة ، و روحية : "خذني معَك ، و من بؤسينا ، قد نصنعُ نوعًا من السعادة "
-بودلير-
.
.
.
ما لَهُ العواء ؟
سأظلّ أعوي رغمًا من تحذير الطبيب!
واشمئزاز المنافقات .
سأُري المليحةَ كيفَ في دَمِها عواءٌ لم يُنجَز
وأمحو الخجل عن وجه الهلال
سأشير للمُظلِمِ مِنهُ وأعوي
العُواءُ يأكلُ حنجرتي
يتدحرجُ على الليل
في يومٍ ما سيأنَسُ لي صبيّ مَنذورٌ
ويغنّي معي
سيقبَلُ أن يآخي بينَ الكلاب والشجر
بينَ الذئابِ و المُحيط
بينَ الأحذيةِ و القطارات
بينَ الغُرباءِ
والغرباء
أنا مغنّي الكلاب و الأحذية
أرسمُ أغنيتي على جسد الكاعِبِ
و أستذيبُ المعاني المبعثرة
أغنّي للكلاب المهيضة الأعين المتذللة للغرباء الذين يمرّون في الحارة
أغنّي للأحذيةِ والانتظار و الموت
أغنّي لملاعين الوقوف بالمحطّات و تجاهل الباصات
.
أغنّي للرؤية و المشّاء الوحيد
في ليل الشتاء
يعدّ الشهب
ويراجِعُ تاريخَ الندرة !
ويعوي كذئبٍ مَريضٍ بالليل
لا يستطيعُ إلى النّوم
في شموسٍ.

ليست هناك تعليقات: