شهر مارس - محمد الشموتي .

(صَباحاً أو مَساءً) - للكاتب محمد الشموتي
" صباح ومسا ..
شي ما بينتسى
تركت الحب…
أخدت الأسى
شو بدي دور.. لشو عم دور على غيره
في ناس كتير .. لكن بيصير .. ما في غيره
لعل وعسى.. اترك ها الأسى
ويرجع لي حبي ..
صباح ومسا
بس انتَ .. انتَ وبس
بس انتَ .. انتَ وبس "
صوتُ فيروز يمتصُّ الليلَ والنهار كلما صدح. فيروزُ الآنَ تحكي، فيروزُ ترتلُ، فيروزُ تغني، فيروزُ تُثيرني، فيروزُ تغضبني، تلعنني بالذكريات، فيروز ما بدها تسكت، فيروز مُجرمة، فيروزُ مُصرةٌ على موقفها فيما يبدو. وأنا لا شغلَ لي إلا الضجر منذ انبلجَ الصبحُ الثاني دون أن أنام. تباً، أغلقُ الأغنية الملحاحة، ثم أعيد تشغيلها. فيروزُ تئنُّ الآنَ لأني أخنقها، فيروزُ لا تغني، بل تصرخ. فيروزُ قد تموتُ من غضبي الآن. فيروزُ في خطر.
أوقف الأغنية بسرعة، فأنا خائفٌ عليها.
بعد قليل، و بفجاجةٍ وتحدٍ لضجري، وفي مواجهةٍ عنيدةٍ مع التذكر أعيد ضغط زر التشغيل مرة أخرى. فيروزُ تُخرجُ لي لسانها :
( فيه ناس كتير..لكن بيصيرما فيه غيره )
أوقف الأغنية بسرعة، هذا لا يمكن.
أنا لا أحتمل بتاتاً، قد تصابُ فيروز بأزمةٍ قلبيةٍ في بيتها الصغير بكندا جراء ثورتي الشديدة، اخرسي يا فيروز الآن. لا تغني الآن. فيروز، عليكِ أن تعلمي أن شيئاً لن يُنتسى، وبرغمِ ذلك فإن شيئاً لن يعود..!صَباحاً أو مَساءً يا فيروز، لَم يَعدْ ثَمةَ جَماليةٌ لأحدِهما.. كلاهما محطات مختلفة لأنواعٍ متكررةٍ من الضجر !

ليست هناك تعليقات: