شهر مايو - رباب حسن .

( يُرهقكِ الموت؟ ) - للشاعرة / رباب حسن
... القبور في الرياض بلا أسماء ...
جنَّ الليل ،
وأنا أترنح بالخبر ،
ألوكُ الفاجعة ..
بُردةُ الدمعِ مهترئة لا تجمعُ ارتعاشاتي
فاجعتي كشمسِ اليوم ، عاجزةٌ عن الاحتراق
ماتت لحظةُ التساؤلات الجميلة عنكِ .
ماذا تفعلين ؟
يركضُ نحوكِ التيهُ والضياع
قبركِ بلا إِسمٍ ، بلا معالم
لا أحد يذكر في أيّ جهةٍ صرتِ ،
لا أحد يريد أن يتذكر في أيّ جهةٍ صرتِ ،
غصنُ الريحان في يدي ذابلٌ وأصفر . .
كيف يبدو شكلها الرياض ؟
كل الطرق إليها موت . . .
كلُّ قاصديها يا عزيزتي تركوا أفئدتهم لدينا
وعادوا بجوفٍ عميقٍ وأسود ،
وأحياناً بلا شفاهَهم يعودون ،
وإنـَّا - كغيرنا - أحياناً
نشتهي التقبيل ،
نشتهي أن نضع آذاننا على صدورهم ،
يطربنا القلب إذ يرفعُ صدى أنينهم .
من يُعيرنا شفاهاً ؟
من يملأُ صدرهم الخاوي بالقلب .
لنمارس شهواتنا بلا بكاءٍ ..
بلا تحسُّر ..
أهكذا !
بلا إسمٍ تموتين ،
ماذا لو اشتهى الريحانُ أو السدرُ
أن ينمو قريباً من رأسك ؟
فمنذا_يكون_ الدليل ؟
ومن ذا سيسقيه ؟
أدمعكِ الذي انتهى تاريخه ؟!
أم عصارات التوّحشِ وقد تمازجت بالتراب ؟!
بعدَ أربعين يوماً من الغياب ؟
من ذا وهبكِ ماءً يُعينكِ على الذوبان بلا ألم ..
من ذا أتاكِ يجدّدُ خلايا النمو فيكِ ؟
الليلُ الآن مــديـد ..
أسرجي لي إشارات الجهات ،
البوصلة ليست بيدي ،
غصنُ الريحان لازال يتبخر بين أصابعي ،
لكنّهُ قابلٌ للنموّ ..
سورةُ ياسين جميلة ولا يُرهقها صوتي .
أربّتُ عندَ كلِّ القبور ، أهمسُ باسمكِ
وليتَ صوتكِ يساعدني .

ليست هناك تعليقات: