شهر أغسطس - footnote .

( مختارات من وسواس – الأرشيف ) – للكاتبة / footnote

النص الأول

كلما فتحت بابا , سألت :
ماذا أفعل بكل هذا الطريق؟
-أفكر أني سأستطيع به حياكة معطف طويل و أسود
أعلّقه على الباب حتى تبدو الجهة الأخرى فوّهة
-أو أن أقطّع جثث الناس الذين وددت أن يذهبوا
أفرّقها لأجزاء صغيرة ,
ثم أتصالح مع رائحة عفن جثثهم حتى يبدو ذلك كاعتذار
-أن أجمّع الحجارة و أصنع بها كرة أرضية صغيرة
أربطها في قدمي حتى أملك كل الوقت لأفكر بجدوى الخطوة قبل أن أصنعها
-أن أكسر الرجل الرابعة من كل الكراسي حتى لا أجلس قليلا
فتستدلّ علي الأفكار السوداء
-أن أنعي جميع الموتى الذين مشوا إلى طريق القبر وحدهم
و أن أبكي عليهم بصدق كأنما أبكي على عزيز
-أن أجمع الدماء الصغيرة التي فاضت من جروح اليد و القدم
و كان مآلها أن تتشبث بمنديل في سلة المهملات
و أبرّئ العالم من تهمته
و أشرح لها بصدق أنه لا توجد مؤامرات من أي نوع لتصفيتها ,
إنما سوء الحظ هو السبب الوحيد الذي جعلها تمرّ في ذلك الجزء من الجسد
في ذلك الوقت بالذات
-أن استرجع وجوه كل الذين عرفتهم ثم ماتوا,
و أتخيّل أشكالهم الآن بعد اعتداءات مخلوقات الأرض,
و أركّب مذاقات مختلفة في رأسي حتى أصل بنجاح
إلى مذاق الجثة
-أن أجد شكلا لكل شعور ,
حتى يمكنني أن أغضب عليه
فأرى الصداع أياد ٍ تظنّ شعري مستعارا
تحاول اقتلاعه بحماسة و جهد
-أن أعقد محاكمة طويلة مع الهواء ,
على فوضويّته
و تمرير الغبار صديقه الحميم
من تحت ردف الأبواب و النوافذ التي على وشك أن تغلق
و على تظاهره بأنه لصوص يحاولون فتح الباب
حينما أكون وحدي في الليل
يمكنني أن أصنع من الغابة وسادة صغيرة و من السماء فستان
و أن أنحت الجبال أقلاما أنيقة ,

سيكون أي شيء أسهل من أن أخوض هذا الطريق,
و يدي فارغة ..


مختارات قصيرة

-
لم أدخل حياتي قط
كنت فقط أحوم حولها
-
أحب صوت الكارثة ,
بصوتها المهذب
تقول
إن العالم يسير بخطوات جادّة إلى الخلاص
تمرّ سيارة الإسعاف . لا أتخيل جثّة
أتخيل كرسي فارغ
و هواء
-
خرجتُ اليوم صباحا
فنعق فوق رأسي غراب
شكرتُ اليوم على صراحته
-
بهذه الطريقة أحتفظ بمستوى مقبول عن الآخرين
انظر للجمجمة ؛ فيبدو لي أي وجه أجمل دائما من جمجمته .
-
ما تودّ الثمار البيضاء
من الداخل
شرحه لنا
كلما خرجت نحو العالم بشكل مكشوف :
هذه الأرض تسير حثيثا نحو العتمة .
-
أحسد السوء على طمأنينته ,
لا يخاف أن يفسد أكثر .
-

ليست هناك تعليقات: