شهر أبريل - Olamic .

لا شيء - للكاتبة / Olamic
1
أن أكون مقطوعة الرأس، هذا يعني ألا أكون قادرة على التكلّم، أو السماع، أو النظر، أو الشمّ، أو التفكير، أو الإحساس بسائر جسدي. هذا يعني ألا يمرّ الأكسجين عبر أنفي. هذا يعني ألا أتنفس. هذا يعني ألا أكون، وأن أموت، وأن أستلقي هكذا، مجرّد روح في جسدٍ بلا رأس. أن أكون بلا رأس، هو أن أكون بلا هموم، هو أن أكون... بلا هوّية. أن أكون براحة. أن أبتعد عن البشر ونقاشاتهم المقززة، وحبّهم الكريه، وكرههم الغير منطقي، وروائحهم الطبيعية أحياناً، والكريهة في أحيانٍ أخرى. أن أكون منعزلة عن كل شيءٍ يُذكرّني بهم. أن أكون مُجرّد لفحة من هواءٍ بارد لجميع الناس. أن أكون روح ضاعت وهي تبحث عن نفسها أو عن جسدٍ يُعجبها لتستقر فيه، جسد برأس.
اخترتُ أن أكون روحاً،
كما أنا.
وألا يكون لي رأس، ولا حتى جسد.
2
أن تؤمن بما لا تراه،
هذا إما غباءٌ خطر، أو قوّة عظيمة.
3
المرء لا يريد أن يمرض، لكي لا يمرّ بمرحلة الشفاء.
فترة النقاهة – أحياناً – تبدو كئيبة جداً؛ عقيمة قليلاً... وغير مُثمرة أحياناً. لن ينفعك التعافي من أمراضك الداخلية أبداً؛ إلا إذا كنتُ تريد تخدير نفسك عن الحقيقة المُروّعة – التي فضّل بعض الناس بتسميتها "واقعاً" – ولكن، ما الفائدة من كلّ هذا؟ أن يُعمى بصر شخصٍ ما بعد أن كان يُبصر أمر مؤلم جداً، ليس كمن وُلد أعمى. وكلّ من جرّب الألم لا يوّد أن يمرّ بهِ مرّة أخرى! ولكن لسوء الحظ، الشفاء لا بد منه في يومٍ ما، ويبدو بأن اندفاع الألم بعيداً عن الروح يعوّدها على الالتئام والشفاء بنفسها ويجعلها تستعدّ للآلام القادمة. تماماً كالجروح.
4
«لا أحد يمكنهُ أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتكَ أوّلاً.»
Eleanor Roosevelt
إلى من يهمّه الأمر،
أنا، اسمك هنا، أمنحك موافقتي القانونيّة بأن تحقق هدفك المذكور أعلاه. وأمنح موافقتي الكاملة بأن تجعلني أشعر بالنقص. وأعتقد بأن ذلك سيكون في صالح كلا الطرفين لإنهاء النزاعات القائمة والنفاق.
تحياتي،
اسمك هنا.
التوقيع : توقيعك هنا.
5
رأيتُ بأن البشر جماعة أسئلتها لا تنتهي. سواءً كانت أسئلة مُهمّة أم غير مُهمّة؛ غبية أم ذكية. ولكن، هل يوجد جواب لأي من أسئلتهم التي يطرحونها؟ في أحيانٍ، تكون الأجوبة كثيرة، أو في أحيانٍ أخرى، لا يوجد أيّ جواب.
في عام 110ق.م.، سأل أحدهم، "هل الأرض كروية؟"، وأجاب الناس "لا!".
في عام 1م، سأل أحدهم "هل الشمسُ هي مركز الكون؟"، وأجابوا: "لا!"
في عام 300م، سأل أحدهم "هل هناك أي دولُ أخرى في العالم غير إنجلترا؟" وأجابوا: "لا!"
في عام 1600م، سأل أحدهم "هل سيُعترف بالمرأة قريباً في المستقبل؟" وأجابوا: "لا!".
في عام 1900م، سأل أحدهم "هل سفينة التايتنك قابلة للغرق؟"، وأجابوا: "لا!".
في عام 1919م، سأل أحدهم: "هل سيكون هناك المزيد من الحروب؟" وأجابوا: "لا!".
في عام 2007م، يسأل أحدهم: "هل العالم يخضع للاحترار العالمي؟" وقالوا: "نعم!".
مرّت آلاف السنين، وأخيراً قد تطوّر الجنس البشري ليجيب بعفوية. ولم يحدث هذا قبل حلول هذه الألفية – بأن البشر أخيراً قد استخدموا عقولهم. لربّما يأسوا من كونهم لا يحملون جواباً صحيحاً لأي شيء على الإطلاق. لا بأس بألا تحملوا تفسيراً لكلّ شيء، أو جواباً لكل شيء، فإن هذا ما يجعلكم بشر.

ليست هناك تعليقات: