شهر سبتمبر - restore .

( قصة حجرٍ سابق ) - للكاتبة / restore

-1-
قبل ثلاث سنوات أردتُ أن أصبح حجراً، وأراد القدر الشيء ذاته فأرسل لي المقادير مكتوبةً في رسائل مرقمة ومدسوسة في أماكن متفرقة، كان يُحاول أن يشعرني كم هو الأمر صعباً ويستحق العناء.. ولكني الآن عندما أتذكر أضحك من نفسي، لقد كان الجوّ صافياً جداً وقتها وكانت الإشارات تملأ الطرقات .. ومع ذلك مسحتُ عرق جبيني منتصرة عندما أصبحتُ أخيراً : حجراً مضيئاً أعلى جبل.. قريبة من السماء أكثر من أي شخصٍ آخر

-2-
كم كنتُ لأكون ممتنة للبشر لو أنها بقيتْ بعيدة تجوب في السهول وتزرعها، وتترك جبلي هادئاً
كان سيبدو الأمر مسلياً أن أراقبهم في أوقات فراغي وأضحك، رغم أنه ليس أمامي خيار تغيير القناة ولا إخفاض الصوت، ولكنّ الصوت العالي وقتها سيكون أمراً نادراً وجذاباً كنوع من تغيير الروتين
ولو أنهم أتو لزراعة وردة قريبة مني كل شهر، سأشهد أنهم ألطف كائنات الله

ولكنّ الأمور لم تسير كما تخيلتُ -هي لا تفعل ذلك أبداً!- لم يبقوا بعيداً .. لقد بدأ الأمر كمحاولة لطيفة لزراعة حديقة زهور حولي، وكأني ملكة هذه الحديقة أتربّع وسطها، ثم جلبوا لي صخوراً صغيرة شيّدوا بها معبداً يحميني من آشعة الشمس

لطفهم كان يبدو صادقاً حدّ أني دعوتُ الله من أعماق صرحي أن أعود بشراً
وكانت الدعوة التي ندمتُ عليها باقي حياتي ..

ليست هناك تعليقات: