شهر فبراير- Smoke .

نصف سنت- للكاتب /Smoke
في الهاتف العمومي، نصف سنت يفتح الخط، يوصل الصوت بالآخر، لكن لا يطيل الوقت، موقوت ولا يرحم، له فكرة الإكمال الدائمة، نهاية مفتوحة، أو نصف سنت آخر. لكن عادة من يدخل نصف سنت لا يملك آخر، لذا نصف حصيلة الهاتف العمومي رسالات ناقصة، أولاد لم يسمعوا محبة والديهم، أو عاشق يسمع اسمه الأول دون أحبك، متأكدين أن الآخر نطقها لكن لم ينطقها الخط. لذلك ظل الهاتف العمومي سريالية مُضمَرة، لم يعتبروها فناً لكن أذاقتهم فجأة الفكرة حين تُبذَر ولا تولد.يبحث بطل قصيدة سعادة عن صدى صوته أن يذهب، لكن ما يظل هو شتات الضمير، هل كانت أم لم تكن، هل وصلت أو لا، هل قُصِدَت أم هي الصدفة، الحظ أو عكسه. الهاتف هو قصيدة الشارع، صوت المارة، السيارات، الموسيقى الصاخبة، الكلاب، القطار، الزجاجات، العشب وهو يُسقى بالماء، الريح، المطر، ألمنيوم السور. أبداً لا تكون المكالمة وحيدة، ذكريات تشتتها، أصوات وروائح، لغات و صوت الحروف الناطق باللهجات الأخرى. مدرك مع ذلك بصمات الأصابع القديمة، المستخدمين الكُثر، ليس لأحد منهم رائحة حسنة، لكن ليس لهم إلا الرضا، أو مكالمة لا تتم.نصف أفضل من عدم التجربة.

ليست هناك تعليقات: