شهر يونيو - إيثار زاهر .

(تنقصني فاطمة ) - للكاتب / إيثار زاهر

وينقصني قلبٌ لأكملَ رحلةَ المعنى إليكِ
ينقصني أن أعيدَ الكلامَ إلى أولّه

أن أُعيدَ القصيدَ إلى لحظةٍ أوليّةْ
وأعبر نهرَ الكلامِ إلى لغةٍ بدويةْ
لأعرف كيف أقول الكلام الذي لم أقلهْ
الكلام الذي لم يقلني ..

ينقصني أن أكون الهواء الذي تتنفسين
النعاس الذي تنعسين
الليالِ التي تغسلين بها نرجسكْ
الليالِ التي تعبرين بها أَولّكْ

وينقصني قلبٌ لأكمِلَ رحلةَ المعنى إليكِ
ينقصني معنى ليستجيب الصدى ..
تنقصني قِبلةٌ دائمةْ

تنقصني فاطمةْ
..

وينقصني أن أكونْ
ينقصني حدُّ الكفايةِ في الجنونِ
إلى الجنونْ
إلى البداياتِ التي لا تشبهنا
إلى النهايات التي لم نرتكبها بعدْ
ينقصني ربيعٌ قريبٌ لا يمكنُ وصفه
.. شتاءٌ أدركهُ وأَفقِدَه
ينقصني خريف مرّ على مهلٍ دون أن
يدركَ تفاصيلهُ
ينقصني صوتكِ يرتّبُ أيامّي
كلَّ على حدة
وينقصني أن أكونْ
إلى الجنونْ
إلى الكفايةِ في السكونْ
تنقصني عشبة ناعمةْ

تنقصني فاطمةْ
..

وينقصني وردةٌ في البعيدِ
ينقصني أن أعيدَ اسمكِ المستحيل إليّ
أن أضمّ اسمك اليومَ عليَّ لأعرف كيف يكون الغياب أسى
كيف يكون الرحيل مسافاتَ ضيّقةٍ بيننا.

يُعدُّني الفقدُ للفقدِ
يوجعني مطرٌ في أولّ الليل بالذكرى

وينقصني ما بيننا – بيننا
ما لا يعرفه سوى أنتِ
وأنا
ينقصني أن تكوني هنا
- بيننا
تنقصني وجهةٌ غائمةْ

تنقصني فاطمةْ ..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يا إيثار ,
أناملك جميلة وحرفك عذب ,
أنتي تستحقين كل خير وحب ..