شهر فبراير - Erida .

كرسي - للكاتبة / Erida
لحظة تبكي أنت ،هي ذات اللحظة التي يتناول فيها رجل وجبته السريعة هي ذات اللحظة التي تجرب فيها سيدة حذاءاً ضيقاً ، هي ذات اللحظة التي يقع فيها طفل عن دراجته ثم ينهض سريعاً وينفض الغبار عن بنطاله ، هي ذات اللحظة التي تنشب فيها الحرب في أرض ما ، ذات اللحظة التي ينسى فيها عاشق موعده لأن ساعته أخرت دقيقتين ، ذات اللحظة التي ينزف فيها عجوز حتى الموت في زقاق مظلم ، ذات اللحظة التي تنتهي فيها صلاحية علبة السردين ، ذات اللحظة التي يصعد فيها الشيخ للمأذنة اللولبية ، ذات اللحظة التي ترش فيها ربة بيت مزيداً من الملح على الحساء ، ذات اللحظة التي ترتفع فيها راية بيضاء ، ذات اللحظة التي يتلمس فيها نشال أطراف محفظة ، ذات اللحظة التي ينهار فيها سقف على عامل منجم ، ذات اللحظة التي تضع فيها عاهرة شعراً مستعاراً وتخبأ في جوربها سكين ، ذات اللحظة التي ينسكب فيها الحليب الساخن على رأس القطة ، ذات اللحظة التي يعد فيها المجنون حبات البازلاء في جيبه ، ذات اللحظة التي يلتصق فيها جسدان في الركن الخلفي من حديقة ، ذات اللحظة التي تصطدم فيها حافلة بسيارة حمراء فيموت عشرون راكباً ، ذات اللحظة التي ينبح فيها كلب الجيران ، ذات اللحظة التي ترتفع فيها فقاعة من فم غريق ، ذات اللحظة التي ينضج فيها الخبز في الفرن ، ذات اللحظة التي يكذب فيها أحدهم ويضحك كاشفاً عن سن ذهبية في فكه العلوي ، ذات اللحظة التي يقفز فيها الشاعر إلى النهر ، ذات اللحظة التي تفلت فيها الريح المظلة من يد ، ذات اللحظة التي تنزع فيها الممرضة الضماد عن جرح ، ذات اللحظة التي يسقط فيها عصفور من السماء دون سبب ، ذات اللحظة التي تصدر فيها الطبعة المسائية من الجريدة ، ذات اللحظة التي يكتشف فيها عالم الفيزياء حل معضلته الرياضية ، ذات اللحظة التي يدمر فيها زلزال نصف مدينة ، ذات اللحظة التي يدخن فيها صبي سيجارته الأولى ، ذات اللحظة التي تنسكب فيها علبة طلاء على أرضية الممر ، ذات اللحظة التي يمضي فيها القطار سريعاً إلى محطته ، ذات اللحظة التي يسقط فيها جسد أمام القطار الذي يمضي سريعاً إلى محطته ، ذات اللحظة التي يعزف فيها متشرد الساكسفون على الرصيف ، ذات اللحظة التي ترتفع فيها بالونات ملونة فوق مبنى البلدية ، ذات اللحظة التي يقفل فيها أخوك هاتفه النقال وتنام أختك عميقاً ، ذات اللحظة التي تعد فيها زوجة جارك القهوة لعشيقها ، ذات اللحظة التي تنشر أمك القمصان على الحبل وهي تدندن ، ذات اللحظة التي يتسلى فيها حارس العمارة بقراءة طالعه في الأبراج اليومية ، ذات اللحظة التي تصاب فيها زوجته البدينة مدام لور بالسكتة وتتدحرج على الدرج الرخامي ، ذات اللحظة التي يسأل فيها الغريب عن أقصر الطرق الموصلة للجادة 9 ، ذات اللحظة التي تتأخر فيها سيارة الإسعاف ، ذات اللحظة التي تموت فيها المسكينة مدام لور ، ذات اللحظة التي يفتش فيها أحدهم عن زر لثوبه ذات اللحظة التي يكمل فيها أحد آخر قراءة فصل من رواية مبتذلة ،ثم يطفأ الضوء.
العالم ليس شاهداً على كوارثك الشخصية
وهي تماماً لا تعنيه
من تظن نفسك !
لتعتقد أنه سيقف ،
لحظة تبكي أنت .

ليست هناك تعليقات: