شهر فبراير- © Sinclair .

" فاطمة " – للكاتب / © Sinclair
I
وأريد كتابة شيء يشبه قلقكِ حين تتحدثين. وأريد أن أستيقظ لمرة واحدة فقط، ورائحة غرفتي لا تشبه الإنتظار. وأريد أن أمشي، باكراً على غير العادة. وأريد أن أصل، ولا تتحول إشاراة المرور قرب بيتكِ إلى أصابع تشير إلى اللا مكان. وأريد أن أفهم بدايتي قرب المدخل. وخلف الباب صوتكِ يشبه احتكاك الهواء في فصل ربيع. وأريد أن أعرف من أين يأتي الحيوان الغريب، ولماذا يأكل الوردة. وأريد ثلاثة أمتار لا تشبه المسبح. وخطوتين إلى الأمام. وسياج يشبه النافذة. وموسيقى ليل هادئ يصلح لافتتاح الرقص. ونبيذ يشبه يديكِ. ووردة لا يأكلها الحيوان الغريب. وغروب يشبه استطراد قلبي.. يا فاطمة.
II
ونهار يا فاطمة، لا يشبه شخص ما، مستعدٌ للتمارين.. دائماً. وشمس في استطالة العضلة بين قلبي والشارع، تهدد هذا الجسد بمسام أوسع من رصيف. وطقس لا يقرر متى أو أين. وجهات ضيقة، وأبواب، وشجرة على الكنيسة تشبه الله في كل شيء، حتى الأمل..وأمل لا يثق بالنوافذ، ونافذتي، وأصوات تتّكئ عليها فكرتي عن الخوف، والقلق، وتعابير جسدكِ كل خمس دقائق.وجسد يخذل الذاكرة. وذاكرة تخذل الجسد. ولوحة بيضاء مستعدة للتمارين دائماً، إلاّ أنتِ. وأفكار مختصرة عن الحب، والحياة والأصابع الخفيفة. ومحاولات مضحكة لاستدراج الملامح.وملامح أريد كتابتها، تشبه كلاماً عن الماء والموسيقى والنار في مزاج عكر.. يا فاطمة .
III
أعرفُ أنهم قالوا: وردةٌ في الروح تبللُ حكايتي كل مساء. أنهم قالوا: سناجبٌ غامضةٌ ترتب عشبة قلبكِ، وأنها تخرج من يدي اليسرى سعيدةً. وأنهم قالوا: مطرُ الأمس وشاحٌ نهاريٌ تركتيه على مقعدٍ غارق في الحديقة. أعرفُ.. ما يعرفه الوحيدْ: خيالٌ خصبٌ و..بابٌ موارب. وأعرفُ تفاصيل الوقت بين ضفتينْ. ورائحة ليلٍ على الأصابعْ. وأغنية يحملها الهواء ببرودة مشجب. وتلويحٌ صامدٌ يذكرني بعينيكِ وقت الغروب. وأعرفُ ثيمة الإنتظار في المرايا. وقامة الدقائق في محطة الباص. وحصّة النار بين ضلعينْ. وانتصارٌ مختصرٌ يمجّد الضحية. وهزيمةٌ مشتركةٌ لا تهيّء قاتلاً..أعرفُ.. أعرفُ..

ليست هناك تعليقات: